الدرس الثاني : الاقتصادي الإنسان ( طلعت حرب ) للصف الثالث الصناعي و الزراعي و التجاري 2022 قراءة

 

الدرس الثاني : الاقتصادي الإنسان ( طلعت حرب )

 للصف الثالث الصناعي و الزراعي و التجاري 2022 قراءة

                        الاقتصادي الإنسان ( طلعت حرب )

 

 

( مؤسس بنك مصر)

كم من شخصيات مصرية طبعت بصماتها بقوة في سجل التاريخ الإنسانى قديما و حديثا ! من هؤلاء الاقتصادى الكبير محمد طلعت حرب الذي أرسى بعطائه لمصر بناء عظيما هو بنك مصر

إن حياة طلعت حرب هي في نهاية الأمر محطة في تاريخ مصر عامة و تاريخها الاقتصاد علي وجه الخصوص و لو لم يؤسس طلعت حرب غير بنك مصر لدخل تاريخ مصر من أوسع أبوابه كما سبق ولحقه أكثر من اسم بارز له مكانه و مكانته لكن طلعت حرب بعبقرية اقتصادية نادرة وضع الاقتصاد المصري علي بداية المسار الصحيح في وقت كان فيه الأجانب يحتلون مصر بالكامل أرضها و نيلها

( تعليمة و تعيينه )

في نفس العام الذي ولد فيه طلعت حرب 1867م ولدت مدرسة الحقوق و التحق طلعت حرب بمدرسة الحقوق الخديوية في أغسطس عام 1885 و كان قبلها قد انتهي من إتمام تعليمه الثانوي بمدرسة التوفيقية بالقاهرة .

و بمجرد أن حصل طلعت حرب علي شهادة الحقوق جري تعيينه مباشرة كمترجم بالقسم القضائي بالدائرة السنية و بعد عام واحد اصبح رئيسا لإدارة المحاسبات ثم مديرا لمكتب تسوية المنازعات خلفا لمحمد فريد بك و في منتصف عام 1905 عين مديرا لشركة العقارات المصرية .

( حلم يتحقق و ظنون تخيب )

كان حلم بنك مصر يلح علي طلعت حرب إلحاحا شديدا يوما بعد يوم لقد آمن طلعت حرب بهذه الفكرة منذ سنوات عندما وقع عليه الاختيار ضمن آخرين في الدائرة السينية لتصفية أملاك الخديوي إسماعيل و أخذ طلعت حرب يطوف القرى و النجوع داعيا لبنك مصر و قوبل بالسخرية و الاستهزاء في أحيان كثيرة و لم ييأس الرجل و بخطوات هادئة وواثقة كان طلعت حرب يدعو للمشروعات و جاءت اللحظة التاريخية في حياة مصر في 8 مارس 1920م حيث تم تأسيس شركة مساهمة مصرية سميت ( بنك مصر ) وقال طلعت حرب " إن فكرة تأسيس بنك مصري برؤس أموال مصرية يعمل لمصلحة مصر قبل كل مصلحة سواها ليست بالحديثة بل هي فكرة قديمة قد أراد الله تحقيقها الآن في أنسب الأوقات و أوفق الظروف فما علينا إلا أن نشمر عن ساعد الجد و الإخلاص للسير به إلى الأمان ففي البلاد أموال عظيمة بعضها مخزون معطل و بعضها في بنوك أجنبية و كلاهما لا تستفيد البلاد منه شيئا مذكورا " ولم تعبا بريطانيا كثيرا بخبر تأسيس بنك مصر فقد كانت تتوقع له الفشل الذريع اليوم أو غدا لكن الظروف التاريخية التي تمر بها مصر خيبت الظنون كلها بشأن فشل البنك .

يقول طلعت حرب عما ينوى أن يقوم به بنك مصر : 

" سيشجع البنك المشروعات الاقتصادية المختلفة التي تعود عليه و علي البلاد بالربح العظيم و يساعد علي إيجاد الشراكات المالية و التجارية و الصناعية و الزراعية و شركات التأمين بأنواعها و يتعهدها حتي تنمو و تقوي ويشتد ساعدها و بالجملة يعمل بنك مصر علي أن يكون لمصر صوت مسموع في شئونها المالية و يدافع عن مصالحها كما تدافع البنوك عن مصالح البلادها ".

(انجازات طلعت حرب )

كانت أول شركة قام بتاسيسها هي شركة مصر للطباعة ثم جاء المشروع الثاني وهو تأسيس شركة مصر لحلج الأقطان عام 1924م

و بعد عام واحد فاجأ طلعت حرب الناس بتأسيسه شركة مصر للنقل و الملاحة و ذلك لتنقل القطن الذي تحلجه الشركة الأولي إلى الأسواق ثم جاءت مفاجأة المفاجأت شركة مصر للغزل و النسيج عام 1927م  في المحلة الكبرى و في نفس العام تم إنشاء عدد من الشركات الهامة مثل شركة مصر لمصايد الأسماك  و لم ينته عام 1927إلا وقد أضاف طلعت حرب إلى قائمة انجازاته شركتين هما

 ( شركة مصر لنسج الحرير و شركة مصر للكتان  ) و في عام 1932قرر بنك مصر تأسيس شركة بيع المصنوعات المصرية لتجارة المنسوجات و الأزياء و الملابس الجاهزة و كافة الأدوات المنزلية و الخردوات .

( طلعت حرب زعيما اقتصاديا يشار إليه بالبنان )

و بغير منافس أصبح طلعت حرب زعيما اقتصاديا يشار إليه بالبنان و إن ظل حريصا كعادته علي أن يكون دائما بعيدا عن السياسة و خصوماتها و عن الأحزاب وصراعاتها فقد كان كما يقول مصطفي أمين إن البلد فيه كثير من الذين يهتفون و يصفقون و قليل من الذين يعملون و ينشئون و يؤمن بأن الاستقلال يجئ بمداخن المصانع لا بأفواه المدافع إن البنوك و الشركات تحرس حرية مصر أكثر مما تحرسها القلاع الحربية و تعدت شهرة طلعت حرب و عبقريته حدود مصر لتتجاوزها إلى معظم الأقطار العربية فبدأ مشواره العربي ببلاد الشام ثم فلسطين و دمشق و السودان و الحجاز و في كل مكان ذهب إليه طلعت حرب كانت المشاريع الاقتصادية و الدعاية الناجحة لها

مما يشغل باله تماما .

( طلعت حرب و الموسيقي و الفنون )

كان من يري طلعت حرب و هو رجل العمل و الكفاح و الجد يظنه رجلا عبوسا لا تستهويه الفنون و الموسيقي و لا يطربه الغناء و الصوت الجميل لكن تاريخ هذا الرجل علي النقيض من هذه النظرة العابرة فإنه و هو القائم علي هذه الأعمال الجبارة و المنشئ لهذه المشروعات الضخمة اهتم بالفنون و ما لها من أثر في حياة الشعوب و رقيها فقد اعتز بالفنانين و حباهم بعطفه و أمدهم بماله و حين رأى انهيار المسرح المصرى  :  1- أقام شركة مصر لترقية التمثيل العربي و لما طغت السينما بلغاتها الأجنبية علي التمثيل

2 - أنشأ شركة مصر للتمثيل و السنما و جهزها بأحدث الآلات حتي ضارعت أمهات الشركات في أوربا و أمريكا

(من أقوال طلعت حرب)

ليبق بنك مصر و ليذهب ألف طلعت حرب و مضت الأسابيع و الشهور الأخيرة من حياة طلعت حرب تبعا حتي وافاته المنية في بلده العنانية في مركز فارسكور بمحافظة دمياط في 21 أغسطس 1941م عن عمر يقارب أربعة وسبعين عاما

أرايت كيف قضي طلعت حرب حياته المديدة في خدمة وطنه من خلال محاولة إرساء دعائم اقتصادية ؟ لقد فعل كل ذلك لأنه يحب وطنه و من يحب وطنه يبذل في سبيله كل غالا و نفيس .

و يمكن عزيزي الطالب أن تكون مثله حين تبذل حياتك في الجد و العمل و محاولة النهوض باقتصاد بلدك فقوته من أسس التقدم في شتى المجالات فكن حربا علي الكسل و التبذير و البطاله و الروتين تسعد و ينهض وطنك .